فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175)
القول في تأويل قوله : فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: فأما الذين صدَّقوا الله وأقرّوا بوحدانيته، وما بعث به محمدًا صلى الله عليه وسلم من أهل الملل=" واعتصموا به "، يقول: وتمسكوا بالنور المبين الذي أنـزله إلى نبيه، (24) كما:-
10863- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج: " واعتصموا به "، قال: بالقرآن.
* * *
=" فسيدخلهم في رحمة منه وفضل "، يقول: فسوف تنالهم رحمته التي تنجيهم من عقابه، وتوجب لهم ثوابه ورحمته وجنته، (25) ويلحَقهم من فضله ما لَحِق أهل الإيمان به والتصديق برسله (26) =" ويهديهم إليه صراطًا مستقيمًا "، يقول: ويوفقهم لإصابة فضله الذي تفضل به على أوليائه، ويسدِّدهم لسلوك منهج من أنعم عليه من أهل طاعته، ولاقتفاء آثارهم واتباع دينهم. وذلك هو " الصراط المستقيم "، وهو دين الله الذي ارتضاه لعباده، وهو الإسلام . (27)
* * *
ونصب " الصراط المستقيم " على القطع من " الهاء " التي في قوله: " إليه ". (28)
* * *
---------------
الهوامش:
(24) انظر تفسير"الاعتصام" فيما سلف 7 : 62 ، 70 / 9 : 341.
(25) قوله: "وجنته" ليست في المخطوطة.
(26) في المطبوعة: "ما ألحق أهل الإيمان" ، وأثبت ما في المخطوطة. (27) انظر تفسير"الصراط المستقيم" فيما سلف 1 : 170- 177 / 3 : 140 ، 141 / 6 : 441 / 8 : 529.
(28) "القطع" الحال ، أو باب منه ، انظر ما سلف من فهارس المصطلحات.