{ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ } لأني الداعي الهادي للخلق إلى ربهم، فيقتضي أني أول من ائتمر بما آمر به، وأول من أسلم، وهذا الأمر لا بد من إيقاعه من محمد صلى الله عليه وسلم، وممن زعم أنه من أتباعه، فلا بد من الإسلام في الأعمال الظاهرة، والإخلاص للّه في الأعمال الظاهرة والباطنة.
( وَأُمِرْتُ لأنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ) : يقول: وأمرني ربي جل ثناؤه بذلك, لأن أكون بفعل ذلك أوَّل من أسلم منكم, فخضع له بالتوحيد, وأخلص له العبادة, وبرئ من كل ما دونه من الآلهة.
وأمرت لأن أكون أول المسلمين من هذه الأمة ، وكذلك كان ، فإنه كان أول من خالف دين آبائه ، وخلع الأصنام وحطمها ، وأسلم لله وآمن به ، ودعا إليه صلى الله عليه وسلم . واللام في قوله : " لأن أكون " صلة زائدة . قال الجرجاني وغيره . وقيل : لام أجل . وفي الكلام حذف أي : أمرت بالعبادة لأن أكون أول المسلمين .