فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (36)

فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين أنشر الله الموتى فنشروا . وقد تقدم . والمنشورون المبعوثون .
قيل : إن قائل هذا من كفار قريش أبو جهل ، قال : يا محمد ، إن كنت صادقا في قولك فابعث لنا رجلين من آبائنا : أحدهما : قصي بن كلاب فإنه كان رجلا صادقا ، لنسأله عما يكون بعد الموت . وهذا القول من أبي جهل من أضعف الشبهات ; لأن الإعادة إنما هي للجزاء لا للتكليف ، فكأنه قال : إن كنت صادقا في إعادتهم للجزاء فأعدهم للتكليف . وهو كقول قائل : لو قال إن كان ينشأ بعدنا قوم من الأبناء ، فلم لا يرجع من مضى من الآباء ، حكاه الماوردي . ثم قيل : فأتوا بآبائنا مخاطبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وحده ، كقوله : رب ارجعون قاله الفراء . وقيل : مخاطبة له ولأتباعه .
فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (36)

ثم قالوا -متجرئين على ربهم معجزين له-: { فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} وهذا من اقتراح الجهلة المعاندين في مكان سحيق، فأي ملازمة بين صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه متوقف على الإتيان بآبائهم؟ فإن الآيات قد قامت على صدق ما جاءهم به وتواترت تواترا عظيما من كل وجه.
فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (36)

وهذه حجة باطلة وشبهة فاسدة فإن المعاد إنما هو يوم القيامة لا في الدار الدنيا بل بعد انقضائها "وذهابها" وفراغها يعيد الله العالمين خلقا جديدا ويجعل الظالمين لنار جهنم وقودا يوم تكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا.
 
آيــات | Ayat

آيــــات - القرآن الكريم Holy Quran - مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود

هذه هي النسخة المخففة من المشروع - المخصصة للقراءة والطباعة - للاستفادة من كافة المميزات يرجى الانتقال للواجهة الرئيسية
This is the light version of the project - for plain reading and printing - please switch to Main interface to view full features