وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ (37)

يقول تعالى : ومن الدلالة لهم على قدرته تعالى العظيمة خلق الليل والنهار ، هذا بظلامه وهذا بضيائه ، وجعلهما يتعاقبان ، يجيء هذا فيذهب هذا ، ويذهب هذا فيجيء هذا ، كما قال : ( يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا ) [ الأعراف : 54 ] ; ولهذا قال عز وجل هاهنا : ( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ) أي : نصرمه منه فيذهب ، فيقبل الليل ; ولهذا قال : ( فإذا هم مظلمون ) كما جاء في الحديث : " إذا أقبل الليل من هاهنا ، وأدبر النهار من هاهنا ، وغربت الشمس ، فقد أفطر الصائم " .
هذا هو الظاهر من الآية ، وزعم قتادة أنها كقوله تعالى : ( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) [ الحج : 61 ] وقد ضعف ابن جرير قول قتادة هاهنا ، وقال : إنما معنى الإيلاج : الأخذ من هذا في هذا ، وليس هذا مرادا في هذه الآية . وهذا الذي قاله ابن جرير حق .
وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ (37)

قوله تعالى : وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم قوله تعالى : وآية لهم الليل نسلخ منه النهار أي : وعلامة دالة على توحيد الله وقدرته ووجوب إلهيته . والسلخ : الكشط والنزع ، يقال : سلخه الله من دينه ، ثم تستعمل بمعنى الإخراج . وقد جعل ذهاب الضوء ومجيء الظلمة كالسلخ من الشيء وظهور المسلوخ ، فهي استعارة . و " مظلمون " داخلون في الظلام ، يقال : أظلمنا أي : دخلنا في ظلام الليل ، وأظهرنا دخلنا في وقت الظهر ، وكذلك أصبحنا وأضحينا وأمسينا . وقيل : " منه " بمعنى عنه ، والمعنى : نسلخ عنه ضياء النهار . " فإذا هم مظلمون " أي : في ظلمة ; لأن ضوء النهار يتداخل في الهواء فيضيء ، فإذا خرج منه أظلم .
 
آيــات | Ayat

آيــــات - القرآن الكريم Holy Quran - مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود

هذه هي النسخة المخففة من المشروع - المخصصة للقراءة والطباعة - للاستفادة من كافة المميزات يرجى الانتقال للواجهة الرئيسية
This is the light version of the project - for plain reading and printing - please switch to Main interface to view full features