وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62)

( ولقد أضل منكم جبلا كثيرا ) ، يقال : " جبلا " بكسر الجيم ، وتشديد اللام . ويقال : " جبلا " بضم الجيم والباء ، وتخفيف اللام . ومنهم من يسكن الباء . والمراد بذلك الخلق الكثير ، قاله مجاهد ، والسدي ، وقتادة ، وسفيان بن عيينة .
وقوله : ( أفلم تكونوا تعقلون ) ؟ أي : أفما كان لكم عقل في مخالفة ربكم فيما أمركم به من عبادته وحده لا شريك له ، وعدولكم إلى اتباع الشيطان ؟!
قال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن إسماعيل بن رافع ، عمن حدثه عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان يوم القيامة أمر الله جهنم فيخرج منها عنق ساطع مظلم ، يقول : ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون هذه جهنم التي كنتم توعدون ) امتازوا اليوم أيها المجرمون فيتميز الناس ويجثون ، وهي التي يقول الله تعالى : ( وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون ) [ الجاثية : 28 ] .
وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62)

قوله تعالى : ولقد أضل منكم أي أغوى " جبلا كثيرا " أي خلقا كثيرا ، قاله مجاهد . قتادة : جموعا كثيرة . الكلبي : أمما كثيرة ، والمعنى واحد . وقرأ أهل المدينة وعاصم : " جبلا " بكسر الجيم والباء . وأبو عمرو وابن عامر " جبلا " بضم الجيم وإسكان الباء . الباقون " جبلا " بضم الجيم والباء وتخفيف اللام ، وشددها الحسن وابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر وعبد الله بن عبيد والنضر بن أنس . وقرأ أبو يحيى والأشهب العقيلي " جبلا " بكسر الجيم وإسكان الباء وتخفيف اللام . فهذه خمس قراءات . قال المهدوي والثعلبي : وكلها لغات بمعنى الخلق . النحاس : أبينها القراءة الأولى ، والدليل على ذلك أنهم قد أجمعوا على أن قرءوا " والجبلة الأولين " فيكون جبلا جمع جبلة ، والاشتقاق فيه كله واحد ، وإنما هو من جبل الله عز وجل الخلق أي : خلقهم . وقد ذكرت قراءة سادسة وهي : " ولقد أضل منكم جيلا كثيرا " بالياء . وحكي عن الضحاك أن الجيل الواحد عشرة آلاف ، والكثير ما لا يحصيه إلا الله - عز وجل - ، ذكره الماوردي .
" أفلم تكونوا تعقلون " عداوته وتعلموا أن الواجب طاعة الله .
وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62)

{ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا } أي: خلقا كثيرا.
{ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ } أي: فلا كان لكم عقل يأمركم بموالاة ربكم ووليكم الحق، ويزجركم عن اتخاذ أعدى الأعداء لكم وليا، فلو كان لكم عقل صحيح لما فعلتم ذلك.
 
آيــات | Ayat

آيــــات - القرآن الكريم Holy Quran - مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود

هذه هي النسخة المخففة من المشروع - المخصصة للقراءة والطباعة - للاستفادة من كافة المميزات يرجى الانتقال للواجهة الرئيسية
This is the light version of the project - for plain reading and printing - please switch to Main interface to view full features