أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18)

( أن أدوا إلي عباد الله ) يعني بني إسرائيل أطلقهم ولا تعذبهم ( إني لكم رسول أمين ) على الوحي .
أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18)

قوله تعالى : أن أدوا إلي عباد الله قال ابن عباس : المعنى جاءهم فقال : اتبعوني . ف عباد الله منادى . وقال مجاهد : المعنى أرسلوا معي عباد الله وأطلقوهم من العذاب . ف عباد الله على هذا مفعول . وقيل : المعنى أدوا إلي سمعكم حتى أبلغكم رسالة ربي .
إني لكم رسول أمين أي أمين على الوحي فاقبلوا نصحي . وقيل : أمين على ما أستأديه منكم فلا أخون فيه .
أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18)

وقوله ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ) يقول تعالى ذكره: وجاء قوم فرعون رسول من الله كريم عليه بأن ادفعوا إليّ, ومعنى " أدوا ": ادفعوا إليّ فأرسلوا معي واتبعون, وهو نحو قوله أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فأن في قوله ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ ) نصب, وعباد الله نصب بقوله (أَدُّوا) وقد تأوله قوم: أن أدّوا إليّ يا عباد الله, فعلى هذا التأويل عباد الله نصب على النداء.
وبنحو الذي قلنا في تأويل ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ) قال: يقول: اتبعوني إلى ما أدعوكم إليه من الحق.
حدثني محمد بن عمرو, قال: يقول : ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ) قال: أرسلوا معي بني إسرائيل.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ) قال: بني إسرائيل.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ) يعني به بني إسرائيل, قال لفرعون: علام تحبس هؤلاء القوم, قوما أحرارا اتخذتهم عبيدا, خلّ سبيلهم.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في قوله ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ) قال: يقول: أرسل عباد الله معي, يعني بني إسرائيل, وقرأ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قال: ذلك قوله ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ) قال: ردّهم إلينا.
وقوله ( إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ) يقول: إني لكم أيها القوم رسول من الله أرسلني إليكم لا يدرككم بأسه على كفركم به,(أمين) : يقول: أمين على وحيه ورسالته التي أوعدنيها إليكم.
أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18)

{ أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ } أي: قال لفرعون وملئه: أدوا إلي عباد الله، يعني بهم: بني إسرائيل أي: أرسلوهم وأطلقوهم من عذابكم وسومكم إياهم سوء العذاب فإنهم عشيرتي وأفضل العالمين في زمانهم.
وأنتم قد ظلمتموهم واستعبدتموهم بغير حق فأرسلوهم ليعبدوا ربهم، { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } أي: رسول من رب العالمين أمين على ما أرسلني به لا أكتمكم منه شيئا ولا أزيد فيه ولا أنقص وهذا يوجب تمام الانقياد له.
 
آيــات | Ayat

آيــــات - القرآن الكريم Holy Quran - مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود

هذه هي النسخة المخففة من المشروع - المخصصة للقراءة والطباعة - للاستفادة من كافة المميزات يرجى الانتقال للواجهة الرئيسية
This is the light version of the project - for plain reading and printing - please switch to Main interface to view full features