وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)
{وإذا لقوا الذين آمنوا}: يعني هؤلاء المنافقين إذا لقوا المهاجرين والأنصار
{قالوا آمنا} كإيمانكم
{وإذا خلوا} رجعوا، ويجوز أن يكون من الخلوة.
{إلى} بمعنى الباء أي بشياطينهم، وقيل: (إلى) بمعنى مع؛ كما قال الله تعالى: {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم} [2-النساء] أي مع أموالكم.
{شياطينهم}: أي رؤسائهم وكهنتهم.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "وهم خمسة نفر من اليهود كعب بن الأشرف بالمدينة، وأبو بردة في بني أسلم، وعبد الدار في جهينة، وعوف بن عامر في بني أسد، وعبد الله بن السوداء بالشام".
ولا يكون كاهن إلا ومعه شيطان تابع له.
والشيطان: المتمرد العاتي من الجن والإنس، ومن كل شيء وأصله البعد، يقال: بئر شطون أي: بعيدة العمق، سمي الشيطان شيطانا لامتداده في الشر وبعده عن الخير .
وقال مجاهد: "إلى أصحابهم من المنافقين والمشركين".
{قالوا إنا معكم}: أي على دينكم.
{إنما نحن مستهزئون}: بمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بما نظهر من الإسلام .
قرأ أبو جعفر (مستهزون) و(يستهزون) وقل (استهزوا) و(ليطفوا) و(ليواطوا) و(يستنبونك) و(خاطين) و(خاطون) و(متكن) و(متكون) (فمالون) و(المنشون) بترك الهمزة فيهن.