الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ (5)

وقوله ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) يقول تعالى ذكره: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا.
وقد بيَّنا معنى الاستواء بشواهده فيما مضى وذكرنا اختلاف المختلفين فيه فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع. وللرفع في الرحمن وجهان: أحدهما بمعنى قوله: تنـزيلا فيكون معنى الكلام: نـزله من خلق الأرض والسموات، نـزله الرحمن الذي على العرش استوى ، والآخر بقوله ( عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) لأن في قوله استوى، ذكرا من الرحمن.
الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ (5)

الرحمن على العرش استوى ويجوز النصب على المدح ، قال أبو إسحاق : الخفض على البدل ، وقال سعيد بن مسعدة : الرفع بمعنى هو الرحمن . النحاس يجوز الرفع بالابتداء والخبر له ما في السماوات وما في الأرض فلا يوقف على استوى وعلى البدل من المضمر في خلق فيجوز الوقف على استوى .
وكذلك إذا كان خبر ابتداء محذوف ، ولا يوقف على العلا وقد تقدم القول في معنى الاستواء ( في الأعراف ) . والذي ذهب إليه الشيخ أبو الحسن وغيره أنه مستو على عرشه بغير حد ولا كيف كما يكون استواء المخلوقين ، وقال ابن عباس يريد خلق ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة وبعد القيامة .
الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ (5)

{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ } الذي هو أرفع المخلوقات وأعظمها وأوسعها، { اسْتَوَى } استواء يليق بجلاله، ويناسب عظمته وجماله، فاستوى على العرش، واحتوى على الملك.
 
آيــات | Ayat

آيــــات - القرآن الكريم Holy Quran - مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود

هذه هي النسخة المخففة من المشروع - المخصصة للقراءة والطباعة - للاستفادة من كافة المميزات يرجى الانتقال للواجهة الرئيسية
This is the light version of the project - for plain reading and printing - please switch to Main interface to view full features