فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65)

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ) قال: بعض الليل ( وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ ) : أدبار أهله.
فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65)

يذكر تعالى عن الملائكة أنهم أمروه أن يسري بأهله بعد مضي جانب من الليل ، وأن يكون لوط - عليه السلام - يمشي وراءهم ، ليكون أحفظ لهم .
وهكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي في الغزاة بما كان يكون ساقة ، يزجي الضعيف ، ويحمل المنقطع
وقوله : ( ولا يلتفت منكم أحد ) أي : إذا سمعتم الصيحة بالقوم فلا تلتفتوا إليهم ، وذروهم فيما حل بهم من العذاب والنكال ، ( وامضوا حيث تؤمرون ) كأنه كان معهم من يهديهم السبيل .
فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65)

فأسر بأهلك بقطع من الليل فأسر بأهلك قرئ " فاسر " بوصل الألف وقطعها ; لغتان فصيحتان . قال الله - تعالى - : والليل إذا يسر وقال : سبحان الذي أسرى وقال النابغة : فجمع بين اللغتين :
أسرت عليه من الجوزاء سارية تزجي الشمال عليه جامد البرد
وقال آخر :
حي النضيرة ربة الخدر أسرت إليك ولم تكن تسري
وقد قيل : فأسر بالقطع إذا سار من أول الليل ، وسرى إذا سار من آخره ; ولا يقال في النهار إلا سار . وقال لبيد :
إذا المرء أسرى ليلة ظن أنه قضى عملا والمرء ما عاش عامل
وقال عبد الله بن رواحة :
عند الصباح يحمد القوم السرى وتنجلي عنهم غيابات الكرى
بقطع من الليل قال ابن عباس : ( بطائفة من الليل ) . الضحاك : ببقية من الليل . وقيل : بظلمة من الليل . وقيل : بعد هدء من الليل . وقيل : هزيع من الليل . وكلها متقاربة ; وقيل إنه نصف الليل ; مأخوذ من قطعه نصفين ; ومنه قول الشاعر :
ونائحة تنوح بقطع ليل على رجل بقارعة الصعيد
فإن قيل : السرى لا يكون إلا بالليل ، فما معنى بقطع من الليل ؟ فالجواب : أنه لو لم يقل : بقطع من الليل جاز أن يكون أوله .
واتبع أدبارهم أي كن من ورائهم لئلا يتخلف منهم أحد فيناله العذاب .
ولا يلتفت منكم أحد نهوا عن الالتفات ليجدوا في السير ويتباعدوا عن القرية قبل أن يفاجئهم الصبح . وقيل : المعنى لا يتخلف .
وامضوا حيث تؤمرون قال ابن عباس ( يعني الشام ) . مقاتل . يعني صفد ، قرية من قرى لوط . وقد تقدم . وقيل : إنه مضى إلى أرض الخليل بمكان يقال له اليقين ، وإنما سمي اليقين لأن إبراهيم لما خرجت الرسل شيعهم ، فقال لجبريل : من أين يخسف بهم ؟ قال : ( من هاهنا ) وحد له حدا ، وذهب جبريل ، فلما جاء لوط . جلس عند إبراهيم وارتقبا ذلك العذاب ، فلما اهتزت الأرض قال إبراهيم : ( أيقنت بالله ) فسمي اليقين .
 
آيــات | Ayat

آيــــات - القرآن الكريم Holy Quran - مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود

هذه هي النسخة المخففة من المشروع - المخصصة للقراءة والطباعة - للاستفادة من كافة المميزات يرجى الانتقال للواجهة الرئيسية
This is the light version of the project - for plain reading and printing - please switch to Main interface to view full features