فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119)

فَغُلِبُوا هُنَالِكَ أي: في ذلك المقام وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ أي: حقيرين قد اضمحل باطلهم، وتلاشى سحرهم، ولم يحصل لهم المقصود الذي ظنوا حصوله. وأعظم من تبين له الحق العظيم أهل الصنف والسحر، الذين يعرفون من أنواع السحر وجزئياته، ما لا يعرفه غيرهم، فعرفوا أن هذه آية عظيمة من آيات اللّه لا يدان لأحد بها.
فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119)

( فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين ) ذليلين مقهورين .
فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119)

القول في تأويل قوله : فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: فغلب موسى فرعون وجموعه= " هنالك "، عند ذلك= " وانقلبوا صاغرين "، يقول: وانصرفوا عن موطنهم ذلك بصغر مقهورين. (50) . يقال منه: " صغِرَ الرجل يصْغَر صَغَرًا وصُغْرًا وصَغارًا. (51)
------------------
الهوامش :
(50) انظر تفسير (( انقلب )) فيما سلف 3 : 163 / 7 : 414 / 10 : 170 .
(51) انظر تفسير (( صغر )) فيما سلف 112 : 96 ، 330 .
فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119)

يخبر تعالى أنه أوحى إلى عبده ورسوله موسى ، عليه السلام ، في ذلك الموقف العظيم ، الذي فرق الله تعالى فيه بين الحق والباطل ، يأمره بأن يلقي ما في يمينه وهي عصاه ، ( فإذا هي تلقف ) أي : تأكل ( ما يأفكون ) أي : ما يلقونه ويوهمون أنه حق ، وهو باطل .
قال ابن عباس : فجعلت لا تمر بشيء من حبالهم ولا من خشبهم إلا التقمته ، فعرفت السحرة أن هذا أمر من السماء ، وليس هذا بسحر ، فخروا سجدا وقالوا : ( آمنا برب العالمين رب موسى وهارون )
وقال محمد بن إسحاق : جعلت تبتلع تلك الحبال والعصي واحدة ، واحدة حتى ما يرى بالوادي قليل ولا كثير مما ألقوا ، ثم أخذها موسى فإذا هي عصا في يده كما كانت ، ووقع السحرة سجدا ( قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ) لو كان هذا ساحرا ما غلبنا .
وقال القاسم بن أبي بزة : أوحى الله إليه أن ألق عصاك ، فألقى عصاه ، فإذا هي ثعبان فاغر فاه ، يبتلع حبالهم وعصيهم . فألقي السحرة عند ذلك سجدا ، فما رفعوا رءوسهم حتى رأوا الجنة والنار وثواب أهلهما .
 
آيــات | Ayat

آيــــات - القرآن الكريم Holy Quran - مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود

هذه هي النسخة المخففة من المشروع - المخصصة للقراءة والطباعة - للاستفادة من كافة المميزات يرجى الانتقال للواجهة الرئيسية
This is the light version of the project - for plain reading and printing - please switch to Main interface to view full features