يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ ۖ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110)

من أرضكم أي من ملككم معاشر القبط ، بتقديمه بني إسرائيل عليكم .
فماذا تأمرون أي قال فرعون : فماذا تأمرون . وقيل : هو من قول الملأ ; أي قالوا لفرعون وحده : فماذا تأمرون . كما يخاطب الجبارون والرؤساء : ما ترون في كذا . ويجوز أن يكون قالوا له ولأصحابه . و ما في موضع رفع ، على أن " ذا " بمعنى الذي . وفي موضع نصب ، على أن " ما " و " ذا " شيء واحد .
يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ ۖ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110)

ثم خوفوا ضعفاء الأحلام وسفهاء العقول، بأنه يُرِيدُ موسى بفعله هذا أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ أي: يريد أن يجليكم عن أوطانكم فَمَاذَا تَأْمُرُونَ أي: إنهم تشاوروا فيما بينهم ما يفعلون بموسى، وما يندفع به ضرره بزعمهم عنهم، فإن ما جاء به إن لم يقابل بما يبطله ويدحضه، وإلا دخل في عقول أكثر الناس.
يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ ۖ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110)

يريد أن يخرجكم من أرضكم " أرض مصر، معشر القبط السحرة (19) = وقال فرعون للملأ " فماذا تأمرون " يقول: فأي شيء تأمرون أن نفعل في أمره؟ بأي شيء تشيرون فيه؟
* * *
وقيل: " فماذا تأمرون "، والخبر بذلك عن فرعون, ولم يذكر فرعون, وقلما يجيء مثل ذلك في الكلام, وذلك نظير قوله: قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ، [يوسف: 51-52]. فقيل: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ، من قول يوسف, ولم يذكر يوسف، ومن ذلك أن يقول: " قلت لزيد قم، فإنى قائم "، وهو يريد: " فقال زيد: إنّي قائم ". (20) .
---------------------
الهوامش :
(19) هكذا في المخطوطة مضبوطة بشدة على السين : (( السحرة )) ولو قرئت (( بسحره )) ، لكان صواب جيداً .
(20) انظر تفصيل ذلك في معاني القرآن للفراء 1 : 387
 
آيــات | Ayat

آيــــات - القرآن الكريم Holy Quran - مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود

هذه هي النسخة المخففة من المشروع - المخصصة للقراءة والطباعة - للاستفادة من كافة المميزات يرجى الانتقال للواجهة الرئيسية
This is the light version of the project - for plain reading and printing - please switch to Main interface to view full features