فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18)

فاكهين أي ذوي فاكهة كثيرة ; يقال : رجل فاكه أي ذو فاكهة ، كما يقال : لابن وتامر ; أي ذو لبن وتمر ; قال :
وغررتني وزعمت أن ك لابن بالصيف تامر
أي ذو لبن وتمر . وقرأ الحسن وغيره : " فكهين " بغير ألف ومعناه معجبين ناعمين في قول ابن عباس وغيره ; يقال : فكه الرجل بالكسر فهو فكه إذا كان طيب النفس مزاحا . والفكه أيضا الأشر البطر . وقد مضى في " الدخان " القول في هذا .
بما آتاهم أي أعطاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم
فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18)

وقوله: ( فَاكِهِينَ ) يقول: عندهم فاكهة كثيرة, وذلك نظير قول العرب للرجل يكون عنده تمر كثير: رجل تامر, أو يكون عنده لبن كثير, فيقال: هو لابن, كما قال الحُطَيئة:
أَغَـــرَرْتَني وَزَعمْـــتَ أنَّــك
لابــنٌ فـي الصَّيـف تـامِرْ (1)
وقوله: ( بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ) يقول: عندهم فاكهة كثيرة بإعطاء الله إياهم ذلك ( وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) يقول: ورفع عنهم ربهم عقابه الذي عذَّب به أهل الجحيم.
------------------------
الهوامش:
(1) البيت للحطيئة ( ديوانه 17 ) . واستشهد به المؤلف على أن معنى قوله تعالى ( فاكهين بما آتاهم ربهم ) أي عندهم فاكهة كثيرة ، وهو مثل قوله الحطيئة " لابن " و " تامر " أي ذو لبن وذو تمر ، أي عندك منهما في الصيف كثير . وقال السكري في شرح الديوان : يعني أنك غررتني ، وزعمت أنك تطعمني التمر واللبن ، فقنعت بهما ، فلم تفعل أ . هـ . يمدح بغيضا ويهجو الزبرقان . وقد تقدم الاستشهاد بالبيت في الجزء ( 23 : 19 ) وشرحناه بأوسع من شرحه هنا ، فراجعه ثمة .
فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18)

( فاكهين ) معجبين بذلك ناعمين ( بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ) ويقال لهم :
 
آيــات | Ayat

آيــــات - القرآن الكريم Holy Quran - مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود

هذه هي النسخة المخففة من المشروع - المخصصة للقراءة والطباعة - للاستفادة من كافة المميزات يرجى الانتقال للواجهة الرئيسية
This is the light version of the project - for plain reading and printing - please switch to Main interface to view full features